ما الذي تحتاجه Resident Evil 7 للعودة الى أمجادها !

باسم الله الرحمان الرحيم

 

"Resident Evil" اسم عملاق عبر التاريخ رسم الخطوط العريضة لنوع جديد من الألعاب, نوع يجعلك تعيش اللعبة واقعا ملموسا تحس فيه أن الحياة لا تقدر بثمن! وأن القتال سبيلك الوحيد للحياة! هذا النوع الجديد هو مايسمى حاليا "رعب البقاء" أو"Survival Horror"

 

سلسلة"الشر المقيم" أو"Resident Evil" مثلت منعرجا حاسما في تاريخ الألعاب منذ اصدارها الأول سنة 1996 من شركة Capcom, حيث أضافت رونقا خاصا لألعاب الرعب, وأصبحت تمثل مرجعا لهذا النوع من الألعاب.

 

تم بعد ذلك بسنتين اصدار الجزء الثاني Resident Evil 2 والذي كان غير قابل للنسيان خاصة لما تعرفنا على شخصية Leon Kennedy و Claire Redfeild لأول مرة, وتلك الأحداث المرعبة في مدينة Raccon City أو بالأحرى مدينة الأحياء الأموات ! هذا الجزء يمكن اختصار بكلمة: "الأفضل"

 

 على الرغم من النجاح الكبير لـResident Evil 2, حدث أمر جعلنا ننسى أمرها! لا تطل التفكير, انه فقط الجزء الثالث من السلسلة Resident Evil 3: Nemesis والذي كانت بطلته Jill Valentine التي نجت في أحداث الجزء الأول.

 

تم بعد ذلك عمل اصدرات أخرى مثل Resident Evil: Survivor و Resident Evil: Code Veronica وأيضا Resident Evil: Outbreak ليأتي عام 2004 مع أفضل اصدار للسلسلة على الاطلاق وهو Residnt Evil 4.

هذا الجزء جسد المعنى الحقيقي لألعاب رعب البقاء, خاصة اذا علمنا أن فريق التطوير قاده مصمم الألعاب الفذ Shinji Mikami الأب الروحي لألعاب رعب البقاء, استطاع هذا الأخير المزج بين الرعب والقتال مع اضافة لمسة من الأكشن, حيث يعتمد اللاعب على كمية قليلة من الذخيرة مما يجبرك على التفكير في طرق غير اطلاق النار المباشر لقتل الأعداء ما يجعل كل رصاصة تملكها ذات قيمة أكبر وأي خطأ قد يكلفك الموت! فعكس الأجزاء الثلاثة الأولى التي تميزت بشد الأعصاب نتيجة للخوف الشديد, كان لـResident Evil 4 بعض من التسلية من خلال الموازنة بين الأكشن والرعب.

 

أطلت الحديث عن هذا الجزء الرائع لأنه ببساطة هنا تكمن المشكلة!  فقد كان ذلك هو آخر جزء عمل عليه Mikami.

بعد ذلك تم اصدار الجزء الخامس  Resident Evil 5 مع شخصية Chris Redfeild الرائعة وأسلوب لعب جميل لكنه لم يكن ليلبي طموحات عشاق السلسلة الذين ينتظرون الأفضل, لتأتي بعد ذلك القطرة التي أفاضت الكأس وذلك بعد اصدار Resident Evil 6.

Resident Evil 6 كانت المعنى الحقيقي لبداية النهاية, فقد خيبت CapCom التوقعات حيث بدا غياب Mikami عن تطوير اللعبة واضحا, وفشلت CapCom في المزج بين الرعب والأكشن من خلال تنويع الأسلحة وكثرتها واضافة وحوش سخيفة, مع أن اسلوب اللعب بدا متطورا من خلال اللعب بأربع شخصيات لكل قصته الخاصة كما يحدث وأن تلتقي الشخصيات في منتصف اللعب أيضا. كل هذا لم يشفع لـCapCom لسبب بسيط وهو الفشل في تجسيد لعبة رعب البقاء التي طالما مثلتها وتحول السلسلة الى لعبة أكشن بحتة.

 

منذ ذلك الوقت حصل تغير واضح وجذري في منحنى السلسلة حيث تخلت السلسلة عن الجوهر الخاص بها ممثلا في الرعب والنجاة

الذي قدمها للعالم أول مرة. وأصبح طابع الأسلحة والرصاص هو الغالب. مما أفقدها شعبيتها.

 

أذكر بعضا من أسباب التغير:

-غياب البيئة المناسبة حيث كانت تتميز السلسة سابقا بخلق أجواء مخيفة خاصة في الجزء الأول مع أحداث القصر المرعب حيث تفاجئ دائما بمشاهد مخيفة, أما الآن فهناك غياب تام لعنصر المفاجأة والافزاع وافتقاد للمشاهد المخيفة, لتشاهد بدلا من ذلك انفجارات وتبادل الرصاص.

-تكرار الفكرة الرئيسية للقصة وهي المتعلقة بالوباء, فهذه الفكرة أفادت كثيرا الأجزاء الأولى لكن الآن برزت ألعاب الرعب والنجاة الجديدة لمنافستها مما يجعلها بحاجة الى قليل من تجديد.

-الأحداث السريعة: حيث تأتيك مشاهد يتوجب عليك الضغط على أزرار محددة في أوقات محددة وبسرعة, أنا شخصيا عانيت من هذه المشكلة, فلا أحد يصدق أن هذه هي السلسلة التي كانت تتميز بالهدوء في أجزائها الأولى.

-أما ماأراه السبب الرئيسي فهو تغير فريق العمل بقيادة Shenji Mikami.

 

هذا الأخير صرح في وقت سابق حول تغير سلسلة Resident Evil قائلا: أن الأجزاء الأولى بالرغم من نجاحها الا أنها لم تحقق عائدات كبيرة, ومنه فقد اختار التوجه الى الصنف الذي له جمهور أكثر مما دفعه لزيادة الأكشن في Resident Evil 4.

 

 

نجاح Resident Evil في كونها لعبة رعب بقاء بدأ في الانهيار, وما اصدار Resident Evil: Remaster HD الا دليل على ذلك وهو ما يبدو أن الجميع اقتنع به باستثناء CapCom التي مازالت تحاول المزج بين ما صنعه Mikami في Resident Evil و Resident Evil 4 لكنها مازالت عاجزة حتى الآن. ويبدو أن Mikami هو الوحيد الذي باستطاعته ذلك, كما أنها انقسمت في أجزائها بين التريب العددي وجزئي Revelations, هذا الأخير كان بهدف ارضاء عشاق ألعاب الرعب والنجاة.

   

ولنتحقق من ذلك دعونا نلقي نظرة على آخر أعمال Mikami.

آخر أعماله كانت لعبة رعب ونجاة بحتة وهي لعبة "The Evil Within"من شركة Bethesda وقد جربتها سابقا حيث يبدو أنها أعادت Mikami لجذور ألعاب الرعب والبقاء, فالجميع أحب المزج بين الرعب والحركية الموجودة كما عاد بنا Mikami الى زمن توفير الرصاصات والقتل السريع والتخفي.

لكن بالرغم من كل هذه الحسنات مازالت اللعبة بحاجة للكثير لتغدو مثالية كمظاهر الشخصيات وحبكة القصة الضعيفة, ومع هذا فلعبة The Evil Within أفضل من Resident Evil 6 بمراحل.

 

اذن ماالذي يتوجب على Resident Evil 7 ؟ هل عليها أن تخطو خطى The Evil Within ؟ 

شخصيا لست متأكدا من هذا الأمر, مما رأيته خلال لعبي للسلسلتين أن في لعبة The Evil Within صحيح أنك مهما وفرت ذخيرتك هناك مراحل تجبر فيها على قتل جميع الأعداء من أجل المرور, هذا الشيء مزعج خاصة لمحبي ألعاب الرعب والبقاء لأنه ببساطة يأخذ حرية الاختيار من اللاعب, أرى أن Mikami أخل قليلا بالتوازن في اللعبة, وأضن شركة CapCom هي من تملك الخلطة السحرية للمزج المتوازن بين الرعب والأكشن.

 

في الأخير مالذي نريده من Resident Evil 7 ؟ 

ما نريده هو التركيز على الموضوع أو الثيم الرئيسي للعبة أي رعب البقاء, فحسب المصادر CapCom قامت بأخذ ردود الفعل الخاصة بنسختها الأخيرة محاولة التركيز على نقاط قوة أجزائها الأولى مما يدفعها حتما لتغيير طريقتها في تطوير Resident Evil.

 وقد جاء على لسام Michiteru Okabi مدير انتاج CapCom: "كل شيء واضح الآن, جميع محبي السلسلة يريدون أن تكون Resident Evil 7 لعبة رعب ونجاة خالصة."